كلمة من الله

ينتابني في بعض الأحيان شعور بأن علي أن أحكي كل شيء..كل شيء أحمله بداخلي..و عادة يصاحبه تساؤل “لعل الرحيل اقترب؟!”.

في ترحالتا نجمع الأغراض ونحزم الأمتعة..أما في رحيلي هذا، أريد إفراغ الحقائب وإخراج الخفايا للعيان. لا حاجة لي في هذا الرحيل بمتاع الدنيا ومقنياتها التي رحت أجمعها في سفر بعد سفر و مغامرة بعد أخرى. لا حاجة لي في الذكريات و الحكايات التي كانت و الآمال التي لم يقدر لها أن تكون.

حديثي عن كل جميل مستور أو حتى قبيح ظاهر..عن كل ألم مبرح و كل فرحة هائلة. عن من سعدت برفقتهم قصيرا وطويلا و للحظات عابرة صادقة. وعن الطرقات التي جلت فيها و تتتابع في مخيلتي قبيل النوم، الهادئة و الصاخبة و المخيفة و الودودة.

وعن حال تغير بعد حال، و كنت أظنه محال.
و عن ما أودعه الله في قلبي.

عندما بشرت الملائكة السيدة مريم عليها السلام  بقدوم ابنها المسيح عيسى عليه السلام، أخبروها أنه كلمة من الله..أي أنه نتاج كلمة ” كن فيكون”.

ما استوقفني مؤخرا  من نص البشرى هو لفظ “كلمة من الله”.
فكثيرا ما أشعر أن بداخلي ” كلمة من الله” بمعناها الحرفي. أن بداخلي كلمات من الله. فهذا الذي أسمعه يصدر من قلبي ليس فقط كلماتي..ولكنها كلمات أودعها الله سبحانه فيه..تؤنسني في الوحشة وتهديني الطريق.

وهذه الكلمات هي لب ما أشعر أحيانا برغبتي في البوح به، إن كنت حقا راحلة. فأنا أوهن من أن أبوح بها جميعها و أبقى هنا.

This entry was posted in غير مصنف. Bookmark the permalink.

Leave a comment